IV- الخرائط الموضوعاتية:
تسمى الخرائط بالموضوعاتية Cartes thématiques عندما تتناول موضوعا معينا من الاختصاصات المعروفة التي تربط
موضوعا بالمجال الجغرافي، سواء أكان ذلك في الدراسات الإثنولوجية أو اللغوية أو
الاجتماعية أو التاريخية أو الجغرافية… ونظرا لتعدد الاختصاصات وتفاديا لكل تشتيت
سنقوم بدارسة هذه الخرائط من خلال 3 أصناف وهي: الصنف التحليلي، الصنف التجميعي
(التركيبي) والخرائط المستعملة للعامل الزمني. ومن خلال هذه الأصناف سنعرض إلى
مختلف الأنواع التي تهم الجغرافي.
I-الصنف
الأول: الخرائط التحليلية les cartes analytiques
تسمى كذلك لأنها تمثل مظهرا من المظاهر
في اتساعه وتوزيعه الجغرافيين: الاتساع هو المساحة والتوزيع هو الانتشار. فخرائط التوزيع هي تحليلية، توطن مظهرا واحدا
بالنسبة للمركب الجغرافي. وتوزيع السكان هو مركب موضوعي.
أمثلة عن الخرائط التحليلية: خرائط
توزيع السكان، توزيع الفنادق، توزيع الشبكة المائية، الخرائط السياسية، الخرائط
الجيولوجية.....
هناك مشاكل تطرح إذا أخذنا تجارة
التقسيط بالنسبة لمدينة تطــوان، يتوجب ذلك وضع خلفية ونجدها في الشوارع والكثافة
السكانية (الاتساع = مركب جغرافي).
تبقى تجارة التقسيط تحليلية ولكنها
تمثل التوزيع فقط لأنها توزع الظاهرة بالنسبة للمركب الجغرافي: السكان – الطرق رغم
تعدد أنواع التقسيط. لفك التعقيد يجب الإلمام ببعض المصطلحات:
التجارة هي مركب موضوعي والمركب
الجغرافي يعني السكان، الطرق.
إذ رغم تعدد معطيات التقسيط في هذه
الخريطة تبقى الخريطة موضوعاتية تحليلية. وما يجعلنا نفكر بهذا التفكير هو أننا قد
ننجز خريطة ثانية لنوع واحد فقط من التقسيط: مثلا تقسيط الملابس. المركب الموضوعاتي
هو التقسيط، وتجارة تقسيط الملابس عنصر من عناصرها.
هذه الخرائط التحليلية تحتوي على
مركبين فقط: مركب جغرافي (خلفية الخريطة) ومركب موضوعي (المظهر
الممثل) مثال: توزيع الزراعات.
الخريطة
تتكون من عدة عناصر، ويمكن أن نأخذ عنصرا واحدا هو القمح: إذن توزيع القمح مركب
موضوعي، إذا استغل، ولا يكون مركبا موضوعيا إذا كان بجانب الذرة أو عنصر آخر.
القمح الذري أصبح يشكل عنصرا مستقلا، يمكن أن نأخذ المجالات التي يكون فيها
الإنتاج أكثر من 20طن/هـ، يستقل إذن هذا العنصر وتخصص له خريطة موضوعية تحليلية.
وهذا لا يعني أن الخريطة الأولى كانت خريطة تجميعية، لا وجود لتركيب العناصر، فهو
أخذ عنصر أو عدة عناصر مشكلة لموضوع واحد لأن الخريطة التجميعية تأخذ عدة مركبات
لتفسير العلاقة الموجودة بينها.
المركبين معا (الجغرافي والموضوعي)
متساويين في القيمة الكارطوغرافية، ولهذا توضع كل المظاهر بدقة كبيرة طبقا لمعطيات
المركب الجغرافي. وتصبح هذه الخرائط التحليلية خرائط مرجعية "مصدر"،
وتعتبر أساسية في وضع الأصناف الأخرى من الخرائط.
يوطن المركب الموضوعي حسب طرق التوطين
الثلاثة. وإذا كان هذا المركب نقطيا تسمى الخريطة "بخريطة التوزيع carte de répartition أو
خريطة التوطين carte
d’implantation" ومستوى القراءة في هذه
الحالة غالبا ما يكون تجميعيا باستثناء الحالات التي تستعمل فيها متغيرات تدعو إلى
قراءة انتقائية أو كمية. إذا كان التوطين خطيا تسمى "خرائط
الشبكات cartes
de réseaux"، أما إذا كان التوطين مساحيا تسمى
"خرائط التوزيع المساحي".
II – الصنف الثاني: الخرائط التجميعية "Les cartes synthétiques"
تسمى تجميعية
لأنها تجمع فوق رقعة واحدة مظاهر مختلفة اعتمادا على ثلاث طرق وهي: التقارب
والتراكب والتحويل.
التقــارب Juxtaposition: هي عملية صعبة جدا تتم انطلاقا من خرائط ذات مقاييس مختلفة مع
اجتناب إدخال تغييرات وتتطلب هذه العملية إما تكبير أو تصغير اعتمادا على القواعد
البسيطة المتداولة وهي: إما قاعدة le repérage أو quadrillage.
التـراكـب Superposition: هو عملية تفرض بوجود وثائق
كارطوغرافية ذات مقياس واحد.
التحويل Transformation: هو تحويل تام لمعطيات الخريطة انطلاقا من قواعد التعميم الأساسي.
تختلف الخرائط
التجميعية عن الخرائط التحليلية لكون الثانية تحتوي على مظهر واحد وبالتالي، تكون مرجعية
أو مصدرية. أما الخرائط التجميعية فهي تفسيرية لكل المظاهر الممثلة فوقها،
وهذه الخرائط نوعان: النوع المهتم بالعلاقات ثم النوع التصنيفي.
·
خرائط العلاقات Cartes de Corrélations: تجمع فوق خلفية (المركب الجغرافي) بين مركبات متعددة، وهدف هذه
الخرائط هو إبراز العلاقة الموجودة بين كل هذه المركبات. لكي تكون الخريطة
تجميعية، ولكي تكون هناك علاقات يتعين رسم مركبين على الأقل إلى جانب المركب
الجغرافي، وإلا أصبحت الخريطة تحليلية. هذه الخرائط التحليلية تحتوي صحيح على
علاقة ولكنها وحيدة الاتجاه لأنها تكون بين المركب الجغرافي والمركب الموضوعي.
ومن أمثلة هذه
الخرائط التجميعية نجد: خرائط مورفولوجية، خرائط استغلال التربة، خرائط
إقليمية...في كل هذه الخرائط تبرز المظاهر في علاقة فيما بينها إلى أن تتشخص مناطق
متجانسة Homogènes. ومن المعلوم أن عبارة تجانس هي أساس كل دراسة إقليمية. إلا أنه
يجب الحذر في استعمال كلمة العلاقة لأنها قد تستعمل في غير محلها وبطريقة عشوائية
مشوبة بالتفسيرات الحتمية. العلاقة بين المظاهر لا يمكن أن يدرسها إلا الجغرافي،
لأنه يجمع بين معطيات متعددة من جهة ويقيم العلاقة بين المظاهر من جهة أخرى عبر
سلسلة من العلاقات البينية les relations intermédiaires.
إذن لا وجود للحتمية في الجغرافية، وكل ما
يدرس هو السببية النسبية حسب مجموعة من الظروف تختلف زمانا ومكانا. وبالنسبة
للكرطوغرافيا تختلف من مقياس لآخر.
·
النوع التصنيفي:نستنتج من الخرائط
التحليلية وخرائط العلاقات عدة معلومات تصنف حسب موضوع معين. والتصنيف هو الذي يرسم على
الخريطة ويكون هذا التصنيف حسب جدول أقيم مسبقا.
III – الصنف الثالث: الخرائط المستعملة للعامل الزمني.
إدخال العامل
الزمني للخرائط الموضوعاتية يعطينا نوعين من هذه الخرائط ، وهي الخرائط القارة
والخرائط الحركية.
أولا: الخرائط
القارة: وتمثل ظاهرة معينة في المجال خلال فترة معينة من الخرائط اللحظية synoptique: مثلا خرائط أحوال الطقس، وكذلك خرائط الإحصاء والعد التي تكون في
بعض الأحيان خرائط لحظية إذا كان العد أو الإحصاء على مدى ضيق في الزمان. مثلا:
مرورعدد السيارات أو المارة من مكان إلى مكان. أما إذا كان العد أو الإحصاء على
مدى مجال كبير ويستغرق مدة طويلة فيمكن أن تسمى هذه الخرائط بغير اللحظية. أما
خرائط المتوسطات فهي من النوع القار ولكن تستعمل لفترة طويلة لأنها تستغل متوسطات
مدة زمنية طويلة.
ثانيا: الخرائط الحركية،
تستعمل في إنجازها معطيات الخرائط القارة خلال فترات متعددة منها مثلا خرائط
التيارات مثل: الترحال والهجرة، حركية السكان، حركة المنتوجات... حيث تستعمل رموز
السهام لتدل على حركة مجالية خطوطية ذات علاقة ثنائية متفاعلة ومتعددة من مكان
انطلاق الظاهرة إلى نقطة وصولها. ويتكون نسيج السهام في الخرائط الحركية من بنية
عادية للتعبير عن العلاقات الثائية بدون تنظيم مجالي متميز، أو لإبراز التقدم
المجالي للظواهر. كما تتخذ السهام شكلا متفرعا أو متلاقيا لتبين علاقة نفوذ أو
تفاعل بين مكان ومجموعة أخرى من الأماكن.
أما الخرائط الحركية التطورية فهي تبرز مظهرا معينا
في الزمن. حيث تكتسب هذه الخرائط أهميتها القصوى لما يتعرض الخرائ\ي إلى ظاهرة
تطورية، ويريد إبراز تطور ظاهرة تعود إلى مساحات تغيرت بين فترات التطور، مثلا تطور
التقسيم الإداري للمملكة، تطور التحضر في المغرب، تطور كثافة السكان، تطور مردودية
الإنتاج الزراعي ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire