mardi 11 décembre 2018

ثالثا: نظام تمثيل المعطيات


III-  نظام تمثيل المعطيــــات:
الخريطة تتكون من متغيرين أساسيين: الأول متغير جغرافي وهو الذي يتعلق بالاحداثيات والنقط الجيوديزية ... والثاني تعريفي يهم هذا الدرس لأنه يعتبر متغيرا كميا وكيفيا وينتشر على الخريطة حسب ثلاث طرق للتوطين وهي الطريقة النقطية، الطريقة الخطية والطريقة المساحية.
1 ــ التعبيـــر النقطــــــي:
          أ ــ خصائصــه: هي كل الرموز التي يوطن مركزها في مكان معين ومحدد جغرافيا في المجال ، وهي مستقلة بذاتها. يتسم الرسم النقطي بالدقة الكبيرة. وتشمل الرموز كل المظاهر الجغرافية طبيعية كانت أم بشرية أم اقتصادية. تعتبر هذه الطريقة جيدة للعد الكمي وكذلك ابراز الكثافات كما يظهر ذلك في الخرائط السكانية. بعض الأحيان يلجأ الكرطغرافي الى وضع رموز تسمى بالموحية، والحقيقة أنها لا توحي بشيء بل تفرض أشياء لها ارتباط بذاتية القارئ. والمشكل الأساسي الذي يتعلق بهذه الصور الموحية أو التعبيرية أنها غير قابلة لمتغير الكم باستثناء الحالة التي نضعها داخل أشكال هندسية. اذن ما دام الشكل الهندسي وضع فلا فائدة في التشويه.
         ب ــ أنواعـــــــــه:
·      مجموعة الدوائر: هي أفضل طريقة للتمثيل النقطي نظرا لسهولة قراءتها. كما ان العين تستطيع أن تحدد بوضوح مركزها وتستطيع كذلك أن تتمم الدائرة اذا كانت غير كاملة أو مغطاة برموز أخرى أو دوائر. ورمز الدائرة قابل لكل المتغيرات البصرية باستثناء التوجيه. كما أن الدوائر هي متعددة وتنجز بسهولة وبخط واحد. فهناك الدائرة المركزة والدائرة المقسمة والدائرة الحلقة والدائرة الفارغة والدائرة المملوءة ونصف الدائرة ثم الدائرة القطبية...
·      مجموعة المستطيلات: لها قوة تمثيلية كبيرة الا أنها أقل جودة من الدوائر ثم ان تمثيلها يطرح بعض المشاكل التقنية. اذ يستوجب المستطيل أربع زوايا قائمة ، وتظهر هذه الصعوبة بالخصوص عندما يكون الرمز صغيرا حيث يظهر بعض التشويه. فالنستطيل قابل لكل التغييرات الشكلية باستثناء تقسيمه حيث يصبح الرمز نصف مستطيل أي مثلث أو مربع تقريبا. المستطيل قابل لكل المتغيرات البصرية بما في ذلك التوجيه.
·      مجموعة المربعات: له نفس خصائص المستطيل باستثناء قابليته للتوجيه. اذ لا يقبل الا توجيها واحدا فقط.
·      مجموعة المثلثات: هذا الرمز يتسم بالصعوبة الأولى في الرسم. لأنه يحتوي على ثلاث زوايا قد تتساوى أو تختلف احداهما عن الثلاثة أو تختلف كلها. الصعوبة الثانية تكمن في عد المساحة على عكس المستطسل والمربع وخاصة الدوائر. الا أن القراءة الكمية التقريبية تكون سهلة جدا اذا كانت المثلثات من نفس الصنف. والتغييرات الشكلية التي يقبلها المثلث هي: المثلث المليء، المثلث الفارغ، المثلث المقسم، ازدواجية المثلث عند القاعدتين..
·      الرموز النقطية الأخرى: من المستحسن أن نتجنبها نظرا لصعوبة رسمها، مثلا: الكرة، المكعب....
ج ــ تمثيل الرموز النقطية:
من أبرز الظواهر الجغرافية الخاضعة لهذا التمثيل البياني، عدد السكان داخل الوحدات الإدارية أو المناطق السكنية أو المدن والقرى ... وكذلك عدد العمال أو المصانع... وأهم المتغيرة البصرية الموافقة لهذه المعطيات، تغير مساحة الأشكال الهندسية في التمركز النقطي.
فالخرائطي يستعين بعد طرق لتحديد مساحات العلامات من الأشكال الهندسية المواتية للظاهرة. وهي تتغير حسب تناسق المعطيات أو تفاوتها. فلو تقرر تمثيل الظاهرة بدوائر متناسبة، علما بأن المساحة هي وحجة التمثيل، يتعين تحديد العلاقة بين أكبر وأصغر عدد من متسلسلة المعطيات، وبناء عليها يقع اختيار الطريقة الملائمة. وإذا كانت الخريطة أحادية اللون (monochrome) لا تكون الدائرة الممثلة لأصغر عدد يقل شعاعها عن 0,2 ملم، و 1,5 ملم إذا كانت الخريطة متعددة الألوان (polychrome). كمالا تكون الدائرة الممثلة لأكبر عدد ذات حجم كبير، يخل بالتوازن البصري للخريطة. وقد بينت التجربة أن الفارق المساحي بين الدائرة الكبرى والدائرة الصغرى، الذي يمكن إدراكه، يتراوح بين 10 و20 مرة. ومن بين الطرق المعتمدة لتحديد حجم الدوائر المتناسبة مثلا: الطريقة الحسابية.
فإذا توفر لنا جدول إحصائي يتضمن معطيات حول سكان بعض المدن. نـأخذ بعين الاعتبار أكبر عدد (P) وأصغر عدد (p) ومساحة الدائرة المناسبة لـ (P) = x II ومساحة الدائرة الموافقة لـ (p)= x II
أي (R )= شعاع أكبر دائرة و (r ) شعاع أصغر دائرة. وليصبح التناسب ممكنا، توضع المعطيات على الشكل التالي:
R² x II =P
r² x II = P
وبعد  اختزال II يصبح مربع الشعاع متناسبا مع الأعداد المطلقة. وبما أن عدد سكان كل  من المدينتين معرف نقدر شعاع إحدى الدائرتين حسب مقياس الخريطة ومنها نقدر حسابيا شعاع الدائرة:
r = R x  p   وبناء عليه نستخرج بقية الدوائر.
      P
وتعد هذه الطرية ذات جدوى مع انتشار الحاسب الآلي. وكانت من قبل تستعمل طرق بيانية ما زالت تحتفظ بمزاياها كالمعداد البياني الذي يعتمد على العلاقة ما بين الجدع التربيعي والشعاع.
2 ــ التعبير الخطـــي:
         أ ــ تعريفه وأنواعه: كل خريطة تحتوي على عدد كبير من الخطوط، وهذه الخطوط غالبا ما تكون رموزا وهمية ليست لها دلالة في الواقع. وهي كسائر الرموز يجب أن تكون معرفة وموضوعة بطريقة دقيقة. لأن الكرطغرافيا لا تقبل الخطوط الزائدة.
    عندما يجمع الرمز الخطي بين نقط متعددة لها نفس القيمة العددية يسمى خط التساوي، مثلا: منحنيات التسوية، خط تساوي الضغط، خط التحارر، خط تساوي العمق، خط التماطر... عندما يكون الرمز خطي يحيط بمجموعة جغرافية معينة يسمى: حد كرطغرافي أو حدود كرطغرافية، مثلا: الحدود السياسية، الحدود الادارية، حدود القبيلة، حدود التاثير التجاري لمدينة معينة، حدود النطاقات المناخية أو البيومناخية، حدود الوحدات المورفولوجية، حدود البروزات الصخرية.... واحيانا لا يكوم للخط وجود وهمي بل يبرز حقيقة ملموسة في الطبيعة، وفي هذه الحالة يسمى الرمز بالخطوط الواقعية، مثلا: خطوط المجاري المائية، خطوط الطرق، خطوط الاعراف، الحواف ونسبيا الانكسارات....
    كل هذه الرموز الخطية تكون منعرجة ولا توضع بمسطرة. الا أن هناك نوع آخر يأخذ رسمه شكلا مستقيما وهو المسمى بخطوط التيارات lignes de flux  ، مثلا: خط اتجاه التيارات البشرية، التيارات التجارية، التيارات المناخية، اتجاهات الرياح، واتجاهات الانهيار التربوي..... وهناك خطوط أخرى تخطط بمسطرة وهي الاحداثيات الجغرافية التي تؤطر الخريطة ثم الأخرى الموجودة بداخلها.
         ب ــ قوانين وضعه: يتغير الخط شكلا ولونا وحجمــــا. والخط لا يقبل المتغيرات البصرية الأخرى. وعند وضع خطوط التسوية يجب ترقيمها تبعا لقاعدة قمة الرقم نحو الأعلى. ويعتبر الخط الفاصل بين خطين للتساوي مجالا تندرج فيه قيمة تفصح بين الحدين اللذين يمثلهما خطــا التسوية.
    أما الحدود الكرطغرافية فهي لا توضع في الحقيقة الا لتسهيل قراءة المجال الذي تحيط به. اذا كان هذا المجال ملونا بالهاشورات أو بألوان منتشرة، يستحسن أن يوضع حدا كرطغرافيا رقيقا. في هذه الحالة يكون كل تكبير للحدود الكرطغرافية مبالغا فيه ولذا يجب تقليص هذه الحدود الى حدها الأدنى خاصة اذا طان التمثيل المساحي بطريقة الألوان المنتشرة.
    من المعروف أن مساحة الألوان المنتشرة، اذا كانت صغيرة تطغى عليها الألوان المجاورة، وخاصة الحد الكرطغرافي. أما الخطوط الواقعية وخطوط التيارات فهي التي يتغير حجمها ولونها تبعا لمحتواها الكمي أو الكيفي.
    في حالة تكبير خط الطرق مثلا مع وجود انعراجات، فانة يتم الاستغناء عن هذه الأخيرة. كما أنه على مستوى الكيف والكم ، نجد اختلافات ، مثلا سفح عادي وضلع على مستوى الكيف، ووادي عميق وضلع ذو مدى كبير جدا على مستوى الكم....
    عند وضع الخط بطريقة كمية، يجب الاحتفاظ على المحور الأصلي لهذا الخط، ما عدا في حالة التكبير الأقصى. ففي هذه الحالة نعمم الخط الأصلي مع ازالة الانعراجات ونكبره بعد ذلك، باحترام قاعدة أساسية وهي أن يكون المحور في الوسط. هذه القاعدة تطبق على خطوط التيارات، الا أن هذه ليست واقعية وبالتالي نضعها مستقيمة أو منحنية ولا تكون منعرجة. وهناك خطوط أخرى للتيارات التي تحمل تعبيرا كميا، مثلا كم على مستوى جزء من الخط، كم على مستوى المقطع....
    وأخيرا هناك بعض الملاحظات الأساسية التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
    ــ يكبر حجم الخط وتزدحم رسوم شكله كلما كانت الكمية المعبر عنها كبيرة؛
    ــ رسم سهم لرمز خطي يعبر عن الاتجاه المجالي للمظهر المرسوم، وقد لا تكون له نهاية ولا بداية في الخريطة الموضوعة، مثال: الرياح والهجرات..؛
    ــ يكون الخط مستمرا في حالة ظواهر لها استمرارية زمانية ومجالية، صحة المظهر في الحقيقة وأهميته بالنسبة للمظاهر الأخرى. عند هذا نلدأ الى تقطيع الخط، مثلا: الحركة اذا كانت دائمة نعبر عنها بخط مستقيم. واذا كانت غير مستقيمة، نعبر عنها بخط متقطع.. أو مثلا الحدود داخل ملكية خاصة، الحدود بين المزروعات فهي غير ثابتة ومتغيرة زمانيا ومجاليا...
3 ــ التعبير المساحي: هو الذي يحتل مساحة معينة، وهذه المساحة تكون متجانسة مع المساحة الحقيقية للمظهر. فعلى مستوى الكرطغرافية اليدوية، أمامنا طريقتان لملئ المجال: الألوان المنتشرة أو الرموز الهاشورية بمختلف اتجاهاتها وألوانها وحدتها. وكذلك طريقة النقط التي تتطلب شيء من الحذر في وضعها لتفادي القراءة الكمية. وبامكان الكرطغرافيا اليدوية كذلك ان تشغل احدى عناصرها، وهي أوراق الحبكات Trames  أو النسيج، وهي متعددة ومتنوعة وتتحمل تركيبات فوقها أو تحتها لانها تلصق فوق الورق. أما على مستوى الكرطغرافيا المعلوماتية، فان واضع الخريطة يشتغل بوسائل جد متطورة وبرامج معلوماتية مساعدة تمكنه من ربح الوقت ومن ضبط الرموز ومن تركيبها بواسطة عدة متغيرات بصرية، وبالتالي يصل الى وضع وانتاج خريطة ذو جمالية عالية ودقة كبيرة.

1 commentaire: