dimanche 9 décembre 2018

أولا: مصادر المعطيات وخصائصها




ا- مصادر المعطيات وخصائصها:
تتميز المعطيات بتنوع مصادرها وتعددها وتشتتها. وعلى المهتم بتأليف الخريطة السعي إلى متابعة النشريات والإحصائيات الخاصة بالمواضيع التي تهمه، والإحاطة بالعديد من الوثائق البصرية التي تبين المجال الجغرافي أبعاده الثلاثة، مثل الخرائط الطبوغرافية والموضوعاتية، أو الصور الجوية وصور الاقمار الإصطناعية؛ وكذلك المعطيات الإحصائية والمرقمة على الأشرطة المغناطيسية وغيرها.                                                       
 ـ المصادر الميدانية:I
1- الاستطلاع: البحث الاستطلاعي يعد مرحلة مهمة في البحث لما يعطيه من معرفة للواقع الجغرافي ولمدى ترابط الظواهر الطبيعية والبشرية. ويتطلب الاستطلاع دقة الملاحظة وتدوين الخصائص المميزة للمجال الجغرافي، مما يساعد في مرحلة ثانية على إعداد استمارة أو جذاذة الأسئلة المرتبطة بموضوع البحث.
2- الاستجواب: تعد هذه الطريقة ذات أهمية بالغة. وتعتمد عادة على طريقة العينة (Echantillonnage ). ومن خلال صياغتها يتمكن الباحث من تحديد الأسئلة والتحقيقات التي ستساعده فيما بعد في إبراز عمله الشخصي وطرافة موضوعه. وهي تتكون من مجموعة جذاذات تدون فيها الأسئلة التي تتطلب إجابات كتابية أو ما يقابلها من خانات يشار بداخلها بقاطع ومقطوع، عندما تكون الإجابة بنعم أو بعدد كمي. وتبقى فارغة في غياب الإجابة. وعادة تتم الاستعانة بذوي الخبرة في الاختصاص لتحديد الأسئلة الملائمة. كما يجب العناية بشكل الجذاذة وضبط طريقة استغلالها إما آليا أو بيانيا. فإذا كان الهدف من البحث الاعتماد على معالجة آلية فلابد من التحري قبل الوضع النهائي للجذاذة، من نمط المعالجة ووسائل استغلالها. ونظرا إلى تشعب المجال الجغرافي فإنه من العسير على الباحث مسح المجال بصفة مطلقة. فيتعين عليه الإلمام بطرق السبر والاستعانة بمصادر وثائقية.
II ــ المصادر الوثائقية: تمثل هذه النوعية جزءا مهما من المعطيات، وهي تكون 95% من المصادر المستعملة في الجغرافيا، وبالتالي في تأليف الخرائط. وهي مصادر غير متجانسة، فمنها البصرية والإحصائية والإلكترونية والنصية. والمصادر البصرية الشائعة هي:
1 ــ الخرائط الطبغرافية: وهي من أهم المصادر التي تساعد على تأليف الخرائط. ويتراوح مقياس الخرائط الطبغرافية المعتمدة ما بين 1/25000 و 1/100000. هذه الخرائط تساعد على إبراز أهم الظواهر الجغرافية وتبين بصفة أوضح الروابط والعلاقات بين الوسطين الطبيعي والبشري، ومن بينها التضاريس وشبكة المياه والنباتات الطبيعية. وتبقى الخريطة الطبغرافية محافظة على مزاياها ولو تقادمت. وأصبح بالإمكان تحيينها وتصحيحها بصفة جزئية بالصور الجوية وصور الأقمار الاصطناعية.
2 ــ الصور الجوية: تحتل الصور الجوية مكانة مهمة بين المعلومات البصرية. وتتميز بالنسبة إلى الخرائط الطبغرافية بإبراز المجال الجغرافي في مظهره الواقعي كما يظهر إلى العين من الطائرة، وذلك حسب إسقاط عمودي أو مائل. أي بدون انتقاء ولا اختيار ولا تبسيط. ومن أجل استغلال الصور الجوية والإستفادة منها، يستعمل في ذلك المجسام Stéréoscope  للحصول على مشاهد جغرافية حسب البعد الثالث، يزيد الصور الجوية نجاعة. ولا مناص للباحث من التدرب على هذه الطريقة. ورغم إبرازها معالم المجال الجغرافي بكل دقة، فإن الصور الجوية بحمل بعض الإنحرافات، نظرا لظروف  الإلتقاط الجوي التي تنشأ عنها تغيرات على أبعاد المظاهر الجغرافية، كالأراضي الزراعية والمساكن وغيرها.
3 ــ صور الأقمار الإصطناعية: لقد جاءت هذه الصور لتعزيز المخزون الهائل من الصور الجوية. وتقوموسائل الإلتقاط المحملة على الأقمار الإصطناعية بتسجيل مجموعة لا يستهان بها من المعطيات سواء عن كوكب الأرض أو الكواكب الأخرى. ويعود مجموع الإلتقاطات من الأقمار الإصطناعية إلى اختصاص الإستشعار عن بعد Télédétection. ويتم الحصول على الصورة حسب متطلبات البحث، بعد مرور المعطيات المسجلة عن طريق القمر الاصطناعي بعدة مراحل تقنية. ولقد أصبحت اليوم صور الأقمار الاصطناعية أداة عمل مهمة تكاد تكون رئيسية في العديد من الدراسات مثل الاستكشافات الجيولوجية، ومراقبة نمو الزراعات وسلامتها من الأمراض وتقدير المحاصيل وكذلك التهيئة الترابية أو المائية، فضلا عن استعمالها واعتمادها لوضع الخرائط.
ورغم التقدم المذهل لرصد المعلومات حول المجال الجغرافي فلا بد للباحث من القيام بعمل ميداني، ولو جزئي، لرفع كل التباس؛ خاصة إذا قام بالبحث على أساس الصور الجوية أو صور الأقمار الاصطناعية. فتحديد هوية المظاهر الجغرافية تعتمد على معايير بصرية يكتسبها الباحث وهي تعود إلى الشكل واللون والبنية والنسيج والأبعاد والتواتر. ويعمل الباحث على ربط هذه المعايير من حيث التناسق والتجانس للكشف عن حقيقة الظاهرة.
وإذا كانت الصور بجميع أنواعها غنية بالمعطيات فإنها تبقى صامتة عن المزاهر الاجتماعية والاقتصادية؛بيد أنه بالإمكان تحسيس البعض منها والتطرق إلى تأويلها حسب ما تسمح به الصورة.
4 ــ نتائج التعداد والإحصاء: وهي من أهم المصادر المساهمة مباشرة في إنتاج الخرائط الموضوعية وتطورها. ويتعين على مصمم الخريطة الإطلاع على طرق الاستطلاع التي تم بموجبها وضع الجداول، ولفت انتباه القارئ إليها مع إبراز النقائص الممكنة، والإشارة إلى مصادرها.
وتوجد عدة نشرات دورية تدون معطيات إحصائية تخص أخم الأنشطة الاقتصادية أو الاجتماعية. ومن بين المصادر المتداولة بين الجغرافيين وعلى سبيل المثال: ملامح العالم الاقتصادية، الإحصاءات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة حول السكان والصناعة والفلاحة .. وتصدر الدولة المغربية عدة نشرات إحصائية، نخص بالذكر منها تعداد السكان والسكن لسنوات 1994، 2004 و2014، والدليل السنوي الإحصائي والنشرة الإحصائية الشهرية وهي تصدر عن مندوبيات وزارة التخطيط، والموارد المائية والمنتجات الفلاحية عن مندوبية وزارة الفلاحة، إضافة إلى وزارات أخرى تقوم بإصدار تقارير سنوية حول أنشطتها.
5 ــ المصادر النصية: وتشمل على الخصوص الموسوعات والكتب الجغرافية وكل الكتب التي لها صلة بالموضوع والمجلات والدوريات المختصة والتقارير الإدارية، مع الحرص على انتقاء الخرائط والرسوم والجداول الإحصائية التي تساعد على تصميم الخريطة وإنجازها.
6 ــ الأطالــــس: ومنها المتوجهة إلى جمهور واسع من القراء وهي صغيرة الحجم وتهم بلدان العالم ومضمونها وثائقي، إذ نجد فيها خرائط تهم المواقع والتضاريس وبعض الخرائط الموضوعاتية، ومنها الأطالس التي تبرز الخصائص الطبيعية والبشرية والاقتصادية. وقد صدرت بالمغرب مجموعة من الأطالس في إطار مشاريع ممولة، كأطلس سبو وأطلس الجهة الشرقية وأطلس جهة سوس ماسة درعة وأطالس جهوية أخرى تهم التنمية المجالية وإعداد التراب للجهات المغربية.
7 ــ الوسائل الإلكترونية: ونعني بها كل المعطيات التي يمكن الحصول عليها عن طريق الوسائل الحديثة، منها الأشرطة المغناطيسية والأقراص بجميع أنواعها، والتي تحمل بصفة رقمية محتوى صور الأقمار الاصطناعية أو معطيات إحصائية و مجالية هامة بالنسبة للمجال موضوع البحث. وكذلك الإبحار عبر الانترنيت.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire