mardi 11 décembre 2018

رابعا: الخرائط الموضوعاتية


IV-  الخرائط الموضوعاتية:  

تسمى الخرائط بالموضوعاتية Cartes thématiques عندما تتناول موضوعا معينا من الاختصاصات المعروفة التي تربط موضوعا بالمجال الجغرافي، سواء أكان ذلك في الدراسات الإثنولوجية أو اللغوية أو الاجتماعية أو التاريخية أو الجغرافية… ونظرا لتعدد الاختصاصات وتفاديا لكل تشتيت سنقوم بدارسة هذه الخرائط من خلال 3 أصناف وهي: الصنف التحليلي، الصنف التجميعي (التركيبي) والخرائط المستعملة للعامل الزمني. ومن خلال هذه الأصناف سنعرض إلى مختلف الأنواع التي تهم الجغرافي.
I-الصنف الأول: الخرائط التحليلية les cartes analytiques
تسمى كذلك لأنها تمثل مظهرا من المظاهر في اتساعه وتوزيعه الجغرافيين: الاتساع هو المساحة والتوزيع هو الانتشار. فخرائط التوزيع هي تحليلية، توطن مظهرا واحدا بالنسبة للمركب الجغرافي. وتوزيع السكان هو مركب موضوعي.
أمثلة عن الخرائط التحليلية: خرائط توزيع السكان، توزيع الفنادق، توزيع الشبكة المائية، الخرائط السياسية، الخرائط الجيولوجية.....
هناك مشاكل تطرح إذا أخذنا تجارة التقسيط بالنسبة لمدينة تطــوان، يتوجب ذلك وضع خلفية ونجدها في الشوارع والكثافة السكانية (الاتساع = مركب جغرافي).
تبقى تجارة التقسيط تحليلية ولكنها تمثل التوزيع فقط لأنها توزع الظاهرة بالنسبة للمركب الجغرافي: السكان – الطرق رغم تعدد أنواع التقسيط. لفك التعقيد يجب الإلمام ببعض المصطلحات:
التجارة هي مركب موضوعي والمركب الجغرافي يعني السكان، الطرق.
إذ رغم تعدد معطيات التقسيط في هذه الخريطة تبقى الخريطة موضوعاتية تحليلية. وما يجعلنا نفكر بهذا التفكير هو أننا قد ننجز خريطة ثانية لنوع واحد فقط من التقسيط: مثلا تقسيط الملابس. المركب الموضوعاتي هو التقسيط، وتجارة تقسيط الملابس عنصر من عناصرها.
هذه الخرائط التحليلية تحتوي على مركبين فقط: مركب جغرافي (خلفية الخريطة) ومركب موضوعي (المظهر الممثل) مثال: توزيع الزراعات.
الخريطة تتكون من عدة عناصر، ويمكن أن نأخذ عنصرا واحدا هو القمح: إذن توزيع القمح مركب موضوعي، إذا استغل، ولا يكون مركبا موضوعيا إذا كان بجانب الذرة أو عنصر آخر. القمح الذري أصبح يشكل عنصرا مستقلا، يمكن أن نأخذ المجالات التي يكون فيها الإنتاج أكثر من 20طن/هـ، يستقل إذن هذا العنصر وتخصص له خريطة موضوعية تحليلية. وهذا لا يعني أن الخريطة الأولى كانت خريطة تجميعية، لا وجود لتركيب العناصر، فهو أخذ عنصر أو عدة عناصر مشكلة لموضوع واحد لأن الخريطة التجميعية تأخذ عدة مركبات لتفسير العلاقة الموجودة بينها.
المركبين معا (الجغرافي والموضوعي) متساويين في القيمة الكارطوغرافية، ولهذا توضع كل المظاهر بدقة كبيرة طبقا لمعطيات المركب الجغرافي. وتصبح هذه الخرائط التحليلية خرائط مرجعية "مصدر"، وتعتبر أساسية في وضع الأصناف الأخرى من الخرائط.
يوطن المركب الموضوعي حسب طرق التوطين الثلاثة. وإذا كان هذا المركب نقطيا تسمى الخريطة "بخريطة التوزيع carte de répartition أو خريطة التوطين carte d’implantation" ومستوى القراءة في هذه الحالة غالبا ما يكون تجميعيا باستثناء الحالات التي تستعمل فيها متغيرات تدعو إلى قراءة انتقائية أو كمية. إذا كان التوطين خطيا تسمى "خرائط الشبكات cartes de réseaux"، أما إذا كان التوطين مساحيا تسمى "خرائط التوزيع المساحي".

IIالصنف الثاني: الخرائط التجميعية "Les cartes synthétiques"
تسمى تجميعية لأنها تجمع فوق رقعة واحدة مظاهر مختلفة اعتمادا على ثلاث طرق وهي: التقارب والتراكب والتحويل.
التقــارب Juxtaposition: هي عملية صعبة جدا تتم انطلاقا من خرائط ذات مقاييس مختلفة مع اجتناب إدخال تغييرات وتتطلب هذه العملية إما تكبير أو تصغير اعتمادا على القواعد البسيطة المتداولة وهي: إما قاعدة le repérage  أو quadrillage.
التـراكـب Superposition: هو عملية تفرض بوجود وثائق كارطوغرافية ذات مقياس واحد.
التحويل Transformation: هو تحويل تام لمعطيات الخريطة انطلاقا من قواعد التعميم الأساسي.
تختلف الخرائط التجميعية عن الخرائط التحليلية لكون الثانية تحتوي على مظهر واحد وبالتالي، تكون مرجعية أو مصدرية. أما الخرائط التجميعية فهي تفسيرية لكل المظاهر الممثلة فوقها، وهذه الخرائط نوعان: النوع المهتم بالعلاقات ثم النوع التصنيفي.
·      خرائط العلاقات Cartes de Corrélations: تجمع فوق خلفية (المركب الجغرافي) بين مركبات متعددة، وهدف هذه الخرائط هو إبراز العلاقة الموجودة بين كل هذه المركبات. لكي تكون الخريطة تجميعية، ولكي تكون هناك علاقات يتعين رسم مركبين على الأقل إلى جانب المركب الجغرافي، وإلا أصبحت الخريطة تحليلية. هذه الخرائط التحليلية تحتوي صحيح على علاقة ولكنها وحيدة الاتجاه لأنها تكون بين المركب الجغرافي والمركب الموضوعي.
ومن أمثلة هذه الخرائط التجميعية نجد: خرائط مورفولوجية، خرائط استغلال التربة، خرائط إقليمية...في كل هذه الخرائط تبرز المظاهر في علاقة فيما بينها إلى أن تتشخص مناطق متجانسة Homogènes. ومن المعلوم أن عبارة تجانس هي أساس كل دراسة إقليمية. إلا أنه يجب الحذر في استعمال كلمة العلاقة لأنها قد تستعمل في غير محلها وبطريقة عشوائية مشوبة بالتفسيرات الحتمية. العلاقة بين المظاهر لا يمكن أن يدرسها إلا الجغرافي، لأنه يجمع بين معطيات متعددة من جهة ويقيم العلاقة بين المظاهر من جهة أخرى عبر سلسلة من العلاقات البينية les relations intermédiaires.
إذن لا وجود للحتمية في الجغرافية، وكل ما يدرس هو السببية النسبية حسب مجموعة من الظروف تختلف زمانا ومكانا. وبالنسبة للكرطوغرافيا تختلف من مقياس لآخر.
·      النوع التصنيفي:نستنتج من الخرائط التحليلية وخرائط العلاقات عدة معلومات تصنف حسب موضوع معين. والتصنيف هو الذي يرسم على الخريطة ويكون هذا التصنيف حسب جدول أقيم مسبقا.

IIIالصنف الثالث: الخرائط المستعملة للعامل الزمني.
إدخال العامل الزمني للخرائط الموضوعاتية يعطينا نوعين من هذه الخرائط ، وهي الخرائط القارة والخرائط الحركية.
أولا: الخرائط القارة: وتمثل ظاهرة معينة في المجال خلال فترة معينة من الخرائط اللحظية synoptique: مثلا خرائط أحوال الطقس، وكذلك خرائط الإحصاء والعد التي تكون في بعض الأحيان خرائط لحظية إذا كان العد أو الإحصاء على مدى ضيق في الزمان. مثلا: مرورعدد السيارات أو المارة من مكان إلى مكان. أما إذا كان العد أو الإحصاء على مدى مجال كبير ويستغرق مدة طويلة فيمكن أن تسمى هذه الخرائط بغير اللحظية. أما خرائط المتوسطات فهي من النوع القار ولكن تستعمل لفترة طويلة لأنها تستغل متوسطات مدة زمنية طويلة.
ثانيا: الخرائط الحركية، تستعمل في إنجازها معطيات الخرائط القارة خلال فترات متعددة منها مثلا خرائط التيارات مثل: الترحال والهجرة، حركية السكان، حركة المنتوجات... حيث تستعمل رموز السهام لتدل على حركة مجالية خطوطية ذات علاقة ثنائية متفاعلة ومتعددة من مكان انطلاق الظاهرة إلى نقطة وصولها. ويتكون نسيج السهام في الخرائط الحركية من بنية عادية للتعبير عن العلاقات الثائية بدون تنظيم مجالي متميز، أو لإبراز التقدم المجالي للظواهر. كما تتخذ السهام شكلا متفرعا أو متلاقيا لتبين علاقة نفوذ أو تفاعل  بين مكان ومجموعة أخرى من الأماكن.
أما الخرائط الحركية التطورية فهي تبرز مظهرا معينا في الزمن. حيث تكتسب هذه الخرائط أهميتها القصوى لما يتعرض الخرائ\ي إلى ظاهرة تطورية، ويريد إبراز تطور ظاهرة تعود إلى مساحات تغيرت بين فترات التطور، مثلا تطور التقسيم الإداري للمملكة، تطور التحضر في المغرب، تطور كثافة السكان، تطور مردودية الإنتاج الزراعي ...

ثالثا: نظام تمثيل المعطيات


III-  نظام تمثيل المعطيــــات:
الخريطة تتكون من متغيرين أساسيين: الأول متغير جغرافي وهو الذي يتعلق بالاحداثيات والنقط الجيوديزية ... والثاني تعريفي يهم هذا الدرس لأنه يعتبر متغيرا كميا وكيفيا وينتشر على الخريطة حسب ثلاث طرق للتوطين وهي الطريقة النقطية، الطريقة الخطية والطريقة المساحية.
1 ــ التعبيـــر النقطــــــي:
          أ ــ خصائصــه: هي كل الرموز التي يوطن مركزها في مكان معين ومحدد جغرافيا في المجال ، وهي مستقلة بذاتها. يتسم الرسم النقطي بالدقة الكبيرة. وتشمل الرموز كل المظاهر الجغرافية طبيعية كانت أم بشرية أم اقتصادية. تعتبر هذه الطريقة جيدة للعد الكمي وكذلك ابراز الكثافات كما يظهر ذلك في الخرائط السكانية. بعض الأحيان يلجأ الكرطغرافي الى وضع رموز تسمى بالموحية، والحقيقة أنها لا توحي بشيء بل تفرض أشياء لها ارتباط بذاتية القارئ. والمشكل الأساسي الذي يتعلق بهذه الصور الموحية أو التعبيرية أنها غير قابلة لمتغير الكم باستثناء الحالة التي نضعها داخل أشكال هندسية. اذن ما دام الشكل الهندسي وضع فلا فائدة في التشويه.
         ب ــ أنواعـــــــــه:
·      مجموعة الدوائر: هي أفضل طريقة للتمثيل النقطي نظرا لسهولة قراءتها. كما ان العين تستطيع أن تحدد بوضوح مركزها وتستطيع كذلك أن تتمم الدائرة اذا كانت غير كاملة أو مغطاة برموز أخرى أو دوائر. ورمز الدائرة قابل لكل المتغيرات البصرية باستثناء التوجيه. كما أن الدوائر هي متعددة وتنجز بسهولة وبخط واحد. فهناك الدائرة المركزة والدائرة المقسمة والدائرة الحلقة والدائرة الفارغة والدائرة المملوءة ونصف الدائرة ثم الدائرة القطبية...
·      مجموعة المستطيلات: لها قوة تمثيلية كبيرة الا أنها أقل جودة من الدوائر ثم ان تمثيلها يطرح بعض المشاكل التقنية. اذ يستوجب المستطيل أربع زوايا قائمة ، وتظهر هذه الصعوبة بالخصوص عندما يكون الرمز صغيرا حيث يظهر بعض التشويه. فالنستطيل قابل لكل التغييرات الشكلية باستثناء تقسيمه حيث يصبح الرمز نصف مستطيل أي مثلث أو مربع تقريبا. المستطيل قابل لكل المتغيرات البصرية بما في ذلك التوجيه.
·      مجموعة المربعات: له نفس خصائص المستطيل باستثناء قابليته للتوجيه. اذ لا يقبل الا توجيها واحدا فقط.
·      مجموعة المثلثات: هذا الرمز يتسم بالصعوبة الأولى في الرسم. لأنه يحتوي على ثلاث زوايا قد تتساوى أو تختلف احداهما عن الثلاثة أو تختلف كلها. الصعوبة الثانية تكمن في عد المساحة على عكس المستطسل والمربع وخاصة الدوائر. الا أن القراءة الكمية التقريبية تكون سهلة جدا اذا كانت المثلثات من نفس الصنف. والتغييرات الشكلية التي يقبلها المثلث هي: المثلث المليء، المثلث الفارغ، المثلث المقسم، ازدواجية المثلث عند القاعدتين..
·      الرموز النقطية الأخرى: من المستحسن أن نتجنبها نظرا لصعوبة رسمها، مثلا: الكرة، المكعب....
ج ــ تمثيل الرموز النقطية:
من أبرز الظواهر الجغرافية الخاضعة لهذا التمثيل البياني، عدد السكان داخل الوحدات الإدارية أو المناطق السكنية أو المدن والقرى ... وكذلك عدد العمال أو المصانع... وأهم المتغيرة البصرية الموافقة لهذه المعطيات، تغير مساحة الأشكال الهندسية في التمركز النقطي.
فالخرائطي يستعين بعد طرق لتحديد مساحات العلامات من الأشكال الهندسية المواتية للظاهرة. وهي تتغير حسب تناسق المعطيات أو تفاوتها. فلو تقرر تمثيل الظاهرة بدوائر متناسبة، علما بأن المساحة هي وحجة التمثيل، يتعين تحديد العلاقة بين أكبر وأصغر عدد من متسلسلة المعطيات، وبناء عليها يقع اختيار الطريقة الملائمة. وإذا كانت الخريطة أحادية اللون (monochrome) لا تكون الدائرة الممثلة لأصغر عدد يقل شعاعها عن 0,2 ملم، و 1,5 ملم إذا كانت الخريطة متعددة الألوان (polychrome). كمالا تكون الدائرة الممثلة لأكبر عدد ذات حجم كبير، يخل بالتوازن البصري للخريطة. وقد بينت التجربة أن الفارق المساحي بين الدائرة الكبرى والدائرة الصغرى، الذي يمكن إدراكه، يتراوح بين 10 و20 مرة. ومن بين الطرق المعتمدة لتحديد حجم الدوائر المتناسبة مثلا: الطريقة الحسابية.
فإذا توفر لنا جدول إحصائي يتضمن معطيات حول سكان بعض المدن. نـأخذ بعين الاعتبار أكبر عدد (P) وأصغر عدد (p) ومساحة الدائرة المناسبة لـ (P) = x II ومساحة الدائرة الموافقة لـ (p)= x II
أي (R )= شعاع أكبر دائرة و (r ) شعاع أصغر دائرة. وليصبح التناسب ممكنا، توضع المعطيات على الشكل التالي:
R² x II =P
r² x II = P
وبعد  اختزال II يصبح مربع الشعاع متناسبا مع الأعداد المطلقة. وبما أن عدد سكان كل  من المدينتين معرف نقدر شعاع إحدى الدائرتين حسب مقياس الخريطة ومنها نقدر حسابيا شعاع الدائرة:
r = R x  p   وبناء عليه نستخرج بقية الدوائر.
      P
وتعد هذه الطرية ذات جدوى مع انتشار الحاسب الآلي. وكانت من قبل تستعمل طرق بيانية ما زالت تحتفظ بمزاياها كالمعداد البياني الذي يعتمد على العلاقة ما بين الجدع التربيعي والشعاع.
2 ــ التعبير الخطـــي:
         أ ــ تعريفه وأنواعه: كل خريطة تحتوي على عدد كبير من الخطوط، وهذه الخطوط غالبا ما تكون رموزا وهمية ليست لها دلالة في الواقع. وهي كسائر الرموز يجب أن تكون معرفة وموضوعة بطريقة دقيقة. لأن الكرطغرافيا لا تقبل الخطوط الزائدة.
    عندما يجمع الرمز الخطي بين نقط متعددة لها نفس القيمة العددية يسمى خط التساوي، مثلا: منحنيات التسوية، خط تساوي الضغط، خط التحارر، خط تساوي العمق، خط التماطر... عندما يكون الرمز خطي يحيط بمجموعة جغرافية معينة يسمى: حد كرطغرافي أو حدود كرطغرافية، مثلا: الحدود السياسية، الحدود الادارية، حدود القبيلة، حدود التاثير التجاري لمدينة معينة، حدود النطاقات المناخية أو البيومناخية، حدود الوحدات المورفولوجية، حدود البروزات الصخرية.... واحيانا لا يكوم للخط وجود وهمي بل يبرز حقيقة ملموسة في الطبيعة، وفي هذه الحالة يسمى الرمز بالخطوط الواقعية، مثلا: خطوط المجاري المائية، خطوط الطرق، خطوط الاعراف، الحواف ونسبيا الانكسارات....
    كل هذه الرموز الخطية تكون منعرجة ولا توضع بمسطرة. الا أن هناك نوع آخر يأخذ رسمه شكلا مستقيما وهو المسمى بخطوط التيارات lignes de flux  ، مثلا: خط اتجاه التيارات البشرية، التيارات التجارية، التيارات المناخية، اتجاهات الرياح، واتجاهات الانهيار التربوي..... وهناك خطوط أخرى تخطط بمسطرة وهي الاحداثيات الجغرافية التي تؤطر الخريطة ثم الأخرى الموجودة بداخلها.
         ب ــ قوانين وضعه: يتغير الخط شكلا ولونا وحجمــــا. والخط لا يقبل المتغيرات البصرية الأخرى. وعند وضع خطوط التسوية يجب ترقيمها تبعا لقاعدة قمة الرقم نحو الأعلى. ويعتبر الخط الفاصل بين خطين للتساوي مجالا تندرج فيه قيمة تفصح بين الحدين اللذين يمثلهما خطــا التسوية.
    أما الحدود الكرطغرافية فهي لا توضع في الحقيقة الا لتسهيل قراءة المجال الذي تحيط به. اذا كان هذا المجال ملونا بالهاشورات أو بألوان منتشرة، يستحسن أن يوضع حدا كرطغرافيا رقيقا. في هذه الحالة يكون كل تكبير للحدود الكرطغرافية مبالغا فيه ولذا يجب تقليص هذه الحدود الى حدها الأدنى خاصة اذا طان التمثيل المساحي بطريقة الألوان المنتشرة.
    من المعروف أن مساحة الألوان المنتشرة، اذا كانت صغيرة تطغى عليها الألوان المجاورة، وخاصة الحد الكرطغرافي. أما الخطوط الواقعية وخطوط التيارات فهي التي يتغير حجمها ولونها تبعا لمحتواها الكمي أو الكيفي.
    في حالة تكبير خط الطرق مثلا مع وجود انعراجات، فانة يتم الاستغناء عن هذه الأخيرة. كما أنه على مستوى الكيف والكم ، نجد اختلافات ، مثلا سفح عادي وضلع على مستوى الكيف، ووادي عميق وضلع ذو مدى كبير جدا على مستوى الكم....
    عند وضع الخط بطريقة كمية، يجب الاحتفاظ على المحور الأصلي لهذا الخط، ما عدا في حالة التكبير الأقصى. ففي هذه الحالة نعمم الخط الأصلي مع ازالة الانعراجات ونكبره بعد ذلك، باحترام قاعدة أساسية وهي أن يكون المحور في الوسط. هذه القاعدة تطبق على خطوط التيارات، الا أن هذه ليست واقعية وبالتالي نضعها مستقيمة أو منحنية ولا تكون منعرجة. وهناك خطوط أخرى للتيارات التي تحمل تعبيرا كميا، مثلا كم على مستوى جزء من الخط، كم على مستوى المقطع....
    وأخيرا هناك بعض الملاحظات الأساسية التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
    ــ يكبر حجم الخط وتزدحم رسوم شكله كلما كانت الكمية المعبر عنها كبيرة؛
    ــ رسم سهم لرمز خطي يعبر عن الاتجاه المجالي للمظهر المرسوم، وقد لا تكون له نهاية ولا بداية في الخريطة الموضوعة، مثال: الرياح والهجرات..؛
    ــ يكون الخط مستمرا في حالة ظواهر لها استمرارية زمانية ومجالية، صحة المظهر في الحقيقة وأهميته بالنسبة للمظاهر الأخرى. عند هذا نلدأ الى تقطيع الخط، مثلا: الحركة اذا كانت دائمة نعبر عنها بخط مستقيم. واذا كانت غير مستقيمة، نعبر عنها بخط متقطع.. أو مثلا الحدود داخل ملكية خاصة، الحدود بين المزروعات فهي غير ثابتة ومتغيرة زمانيا ومجاليا...
3 ــ التعبير المساحي: هو الذي يحتل مساحة معينة، وهذه المساحة تكون متجانسة مع المساحة الحقيقية للمظهر. فعلى مستوى الكرطغرافية اليدوية، أمامنا طريقتان لملئ المجال: الألوان المنتشرة أو الرموز الهاشورية بمختلف اتجاهاتها وألوانها وحدتها. وكذلك طريقة النقط التي تتطلب شيء من الحذر في وضعها لتفادي القراءة الكمية. وبامكان الكرطغرافيا اليدوية كذلك ان تشغل احدى عناصرها، وهي أوراق الحبكات Trames  أو النسيج، وهي متعددة ومتنوعة وتتحمل تركيبات فوقها أو تحتها لانها تلصق فوق الورق. أما على مستوى الكرطغرافيا المعلوماتية، فان واضع الخريطة يشتغل بوسائل جد متطورة وبرامج معلوماتية مساعدة تمكنه من ربح الوقت ومن ضبط الرموز ومن تركيبها بواسطة عدة متغيرات بصرية، وبالتالي يصل الى وضع وانتاج خريطة ذو جمالية عالية ودقة كبيرة.

dimanche 9 décembre 2018

ثانيا: اللغـــة الكرطغرافيـــة



اا اللغــــة الكرطغرافيـــــة:
1- التوطن والرسم: إن المعلومات التي تنقلها إلينا الخريطة تتركب من عنصرين اثنين هما: التوطن الجغرافي للمعطيات، ونظام العلاقة الموجودة بين هاته المعطيات. ويستنتج من هذا التركيب عمليتان اثنتان تعتبران القاعدة الأساسية لكل لغة كرطغرافية وهما التوطن والرسم.
أ ـ  التوطن Implantation: قبل القيام باختيار نظام تمثيل المعطيات لا بد من دراسة توطناتها في المجال. والتوطن في هذه الحالة هو تسجيل وتثبيت المواقع الجغرافية للمعطيات على الخريطة. فكما هو معلوم فإن الخريطة ما هي إلا تمثيل لقطعة من مجال ملموس، وكل نقطة فوق سطح هذا المجال إلا وتحدد بتلاقي خط الطول مع خط العرض (x et yوعلى هذا الأساس يمكن أن يكون نظام التوطن إما نقطيا أو خطيا أو مساحيا. فعندما يتعلق الأمر بنقطة واحدة معلمة في المجال ومحددة على الوثيقة بخط عرض واحد (1x) وخط طول واحد (1y) فإننا نكون بصدد الحديث عن التوطن النقطي Impl. ponctuel أما التوطن الخطي Impl. linéaire فيحدد بخط يربط نقطتين في المجال، أي أنه محدد على الوثيقة الكرطغرافية بخطي طول اثنين وخطي عرض اثنين (2x et 2y). وأخير التوطن المساحي Impl. zonale الذي يعبر عن قطعة من المجال محدد على سطح الأرض بنطاق (إطار) مرئي، هذا النطاق يمثل ويظهر حدود التوسيع الحقيقي لمعطى فوق المجال ومحددا على تصميم الخريطة تبعا لعدة نقاط (ثلاثة على الأقل) مرتبطة ببعضها بخطوط.
ب ـ الرسم Figuration: الرسم أو التصوير هو عملية تتطلب إنجاز تمثيل بياني للمعطى، وذلك عن طريق رسم مجموعة من الرموز والصور (Figures) ويعتبر هذا التعبير عنصرا أساسيا في ميدان سيميولوجية الخرائط بحيث يختاره الكرطغرافي لتمثيل معطى أو ظاهرة أو مفهوم اعتمادا على عناصر بسيطة يمكن أن تكون عبارة عن نقطة أو خطوط.
إن اختيار الرموز الكرطغرافية يجب أن يكون بطريقة تظهر جليا توطناتها ونظام العلاقة التي توجد بين المعطيات المعبرة عنها. وتختلف الرموز فيما بينها اعتمادا على هاتين الميزتين، فالرموز النقطية تطلق على تمثيل بياني بنطاق Contour (محيط وحدود) هندسي (دائرة، مربع، مثلث) أو تعبيري يمثل الشكل الحقيقي للمعطى أي ما يسمى بالصور الموحية، وتخطيط هذا النطاق يعبر عن معطى وليس عن مكان أو حدود منطقة. أما الرموز الخطية فهي حينما يكون التمثيل البياني له محيط و نطاق يعبر عن معطى وليس عن مكان أو حدود منطقة ويرسم تبعا لمحور يربط نقطتين. وأخيرا نجد الرموز المساحية التي تتميز بمظهر وبنية قادرة على ملئ مساحة بصفة كاملة وموحدة، وهذه المساحة محددة إما بحدود طبغرافية أو بنطاق اصطلاحي يمثل معطى معين.
2- المتغيرات البصرية وتنظيمها : يتمكن الكرطغرافي من التعبير عن نظام العلاقات التي توجد عليها المعطيات بواسطة متغيرات بصرية تتميز بخصائص واستعمالات متعددة، وتنتظم أمام حاسة البصر بطرق خاصة. هذه المتغيرات هي عبارة عن وسائل بيانية أو بصرية تظهر تلك الروابط الموجودة بين المعطيات عن طريق رموز مختلفة. وتوجد على الأقل ستة إمكانيات لمتغير الرمز وهي: الحجم Taille، القيمة Valeur، الشكل Forme التوجيه Orientation، الحدة Grain وأخيرا اللون Couleur.
أ ـ خصائص المتغيرات البصرية:
    * الحجم: وهو مرتبط بتغير مساحة الرمز أي يتم اعتمادا على قياس الطول (طول الشعاع،  علو، ضلع....) وهو بالتالي لا يغير أي شيء من توطنه وشكله وقيمته وحدته. وفي التوطن النقطي تأخذ البقعة تغيرات حجمية متعددة تستعمل مركز المظهر الممثل مركز للدائرة أو المربع أو المثلث. وفي التوطن الخطي يصبح هذا التمثيل عبارة عن تيارات تمثل الكم. أما في التوطن المساحي هناك شكلان: شكل يستعمل فيه رمز واحد داخل وحدة كرطغرافية واحدة، وشكل ثاني يسمى بالمساحي الدقيق حيث تكون الرموز متعددة في شكل واحد وفي إطار مساحة كرطغرافية واحدة.
* القيمة: هو متغير الكثافة من الأبيض إلى الأسود، أي من الفاتح إلى الداكن وله خاصية تنظيمية كبيرة وقدرة انتقائية عالية. وفي حالة وجود قيمات كبيرة جدا ومتعددة نلجأ إلى طريقة العتبات Seuils بعد التفكير في الأرقام التي تكون لهذه العتبات.
* الشكل: هو تشكيل هيكلي قار لرمز يأخذ أشكالا متعددة، هذا المتغير يمكن من إعطاء رموز أشكال متعددة إما هندسية (مثلثات، مربعات، دوائر) أو تعبيرية (الصور الموحية). وهو وسيلة كيفية دقيقة لتعريف المظاهر والعلاقات الموجودة بينها، وفي نفس الوقت طريقة جيدة لإعطاء مركزين كرطغرافيين أشكالا متشابهة في حالة التشابه ومتباينة في حالة الاختلاف.
* التوجيه: هذا المتغير يوجه الرمز نقطيا كان أم خطيا أم مساحيا نحو جميع الاتجاهات "عمودية، أفقية، مائلة"، وكل الرموز توجه باستثناء الدوائر التي لا ينطبق عليها هذا المتغير إلا في حالة رسم محور لها. ومن الأحسن أن نعتمد ثلاثة أنواع من التوجيهات أو أربعة كأقصى حد، لأنه في حالة التعدد يصعب كثيرا تحديد الزاوية التي يشكلها ميل رمز معين مع الخط العمودي.
* الحدة: يعبر هذا المتغير عن كمية الخطوط أو النقط التي تملأ الرموز النقطية أو الخطية أو المساحية، وذلك بعد تكبيرها أو تصغيرها في إطار قسيمة معينة دون إدخال أي تغيير على قيمتها. وتتراوح الحدة بين التركيب البنيوي المنعدم أو الحدة المنعدمة Grain nul، وهي حالة ازدحام العناصر لدرجة عدم رؤيتها بالعين المجردة (سواد 100%) والتركيب البنيوي الجيد أو الحدة القصوى وهي الحالة التي يتعاقب فيها السواد والبياض أكثر من مرة في وحدة كرطغرافية معينة.
* اللون: تتشكل بموجبه الرموز الكرطغرافية بألوان مختلفة تطبع حاسة البصر حسب ذبذبة كل لون. وتتركب الألوان من ألوان أولية وألوان أساسية وألوان ثانوية.
ــ الألوان الأولية هي الأحمر والأصفر والأزرق وهي التي تتركب منها كل الألوان الأخرى.
ــ الألوان الأساسية وهي الألوان الناتجة عن اختلاط الألوان الأولية فيما بينها :
 أزرق + أصفر= أخضر، أزرق + أحمر= بنفسجي، أصفر + أحمر = برتقالي.

ــ الألوان الثانوية : وهي ناتجة عن جميع التركيبات الأخرى.
ومن خصائص اللون أنه متغير قوي يطبع النظر بصور مختلفة باختلاف الألوان. وهذا الطابع البصري هو خاضع لطول الذبذبة الخاصة بكل لون. ومن خلال التحليل الفيزيائي للطيف الضوئي يتبين أن الألوان الباردة أقل ذبذبة وبالتالي أقل رؤية من الألوان الحارة.

اتجاه + (ألوان حارة)                                                                                      اتجاه ـــ (ألوان باردة)

تحت الحمراء IR
أحمـــــــر
 (R)
برتقالـــي
(O)
أصفــــــر
 (J)
أخضـــــر
 (V)
أ ز ر ق
 (B)
بنفسجي
(VI)
فوق البنفسجي
 (UVI)
800
700
600

500

           400


                                                                            طــول الذبذبــة
كلما ازدادت مدة الذبذبة كلما كانت قوة البصر كبيرة؛ فاللون الأصفر أقل الألوان روحا على الورق الأبيض وهو الذي يتوسط الطيف الضوئي، ولذا يمكن استعماله تارة في اتجاه + وتارة أخرى في اتجاه ــ. فنحو زائد (+) تسمى الألوان بألوان حارة ونحو ناقص (ـ) تسمى بألوان باردة.

ب ـ تنظيم المتغيرات البصرية: تنتظم المتغيرات البصرية أمام حاسة البصر حسب تنظيمات خاصة وهي كالتالي: تجميعية Associative، انتقائية Selective تنظيمية Ordonne، وكمية Quantitative.
* الرؤية التجمعية(): تسمى كذلك عندما تبرز الرموز متشابهة لا فرق فيها بين دوائر ومربعات ومثلثات؛ كما أن العين ترى الرموز بنفس القوة أو الضعف في حالة الابتعاد أو الاقتراب من الخريطة. والهدف من استعمال الرؤية التجمعية هو البحث عن التجانس بين الرموز في حالة الخرائط المستعملة لمركبات موضوعية متعددة حيث كل مركب له أجزاء، مثلا المركب هو الغابة وأجزائه هي أنواع الأشجار. والجدير بالذكر أن كل المتغيرات تجمعية باستثناء القيمة والحجم لأنهما لا يسمحان بظهور الرموز المتجانسة.
* الرؤية الانتقائية (): تستطيع العين أن تعزل تلقائيا مجموعة من الرموز دون أن تتكلف عناء كبيرا، فقد تعزل مجموعة من الرموز الأفقية أو المائية أو مجموعة سوداء وأخرى بيضاء أو مجموعة ألوان باردة وأخرى حارة...إلخ. فواضع الخريطة إذا، يعتمد مستوى قراءة انتقائية عندما يكون هدفه هو إظهار وتباين عناصر متعددة من مركب واحد، حيث يظهر الرموز مختلفة وبطريقة تلقائية. مثل: المركب هو الغابة وعناصره هي أشجار البلوط، الأرز والصنوبر.
إن جميع المتغيرات انتقائية باستثناء الشكل والتوجيه في التوطن المساحي.
* الرؤية التنظيمية (O): حيث تنتظم الرموز بطريقة تلقائية وعالمية. تلقائية لأنها لا تحتاج إلى التدقيق في الرموز واحدا واحدا لتنظيمها، وعالمية لأن العين تعرف أن هذا الرمز يرتب قبل هذا وبعد الآخر. إن القراءة التنظيمية بطريقة عالمية نلاحظها بشكل منطقي في حالة متغيرات القيمة، الحدة والحجم وكذلك اللون (إذا أضيفت القيمة). في حين لا يمكن أن يكون هناك تنظيما في حالة متغيرات التوجيه والشكل واللون وحده.
* الرؤية الكمية (Q): عندما تستطيع العين أن ترى تلقائيا أن رمزا معينا يشكل ربع أو نصف رمز آخر، آنذاك تكون الرؤية كمية. ومن هنا يتبين أن متغير الحجم هو المتغير الكمي الوحيد. ورغم أن العين ليست لها الدقة العددية الكافية لمعرفة  أهمية حجم معين بالنسبة لحجم آخر؛ ولكنها ترى بوضوح كمي أن المربع الأول مثلا لا يشكل نصف المربع الثاني أو عشره وإنما الربع تقريبا. ومن أجل قراءة كمية دقيقة، لا بد من وضع وحدة قياسية مرقمة في المفتاح لكي يتمكن القارئ من معرفة الكم الحقيقي ومقارنته.
جدول يبين مستوى تنظيم المتغيرات البصرية.

التوطن 


المتغيرات
نقطي
خطي
مساحي

الشكل

≡ ≠
≡ ≠
التوجيه
≠ ≡
اللون
O (مع القيمة)
O (مع القيمة)
  O (مع القيمة)
الحدة
  O    
   O  
       O
القيمة
       O
       O
       O
الحجم
   Q
    Q
    Q

 

3- التعميــــم Généralisation :
التعميم هو تبسيط الصورة بإدخال تعديلات على إحدى أو مجموعة من عناصرها. فهو إذا تصور آخر للمظاهر الجغرافية الحقيقية. والتعميم ليس تكبيرا أو تصغيرا بل هو حذف نسبي في إطار العلاقات الموجودة بين الأشياء اعتمادا على قاعدة أساسية في الجغرافيا، وهي أن الأهمية ما هي إلا نسبية. بحيث أن المظهر الكبير قد لا تكون له نفس الأهمية التي يتخذها المظهر الصغير.
= قواعد التعميم: يعتمد التعميم على ثلاث قواعد أساسية وهي الإنتقاء، التبسيط والإنسجام.
v            الانتقاء Sélection : هي أول مرحلة يستهل بها العمل الكرطوغرافي، سواء خلال مرحلة التفكير في العناصر التي يجب أن تمثل فوق خلفية الخريطة أو عند تحرير المفتاح. والانتقاء لا يتم بصفة عشوائية بل يخضع دائما لفكرة القيمة، حيث نضع دائما تساؤلا أوليا: ما هي قيمة الشيء المراد تمثيله؟ ومن ثم فإن لكل شيء ثلاث قيمات:
§                  قيمة الشيء الذاتية: أي مدى ارتباط الشيء مع الموضوع؛
§                  قيمة الشيء كمرجع: أي مدى أهمية المظهر في توطين المظاهر الأخرى؛
§                  قيمة الشيء النسبية: قيمة المظهر بالنسبة للمظاهر الأخرى الشبيهة به.
v            التبسيط Schématisation: هو تسهيل المعطيات المراد رسمها طبيعية كانت أم بشرية. فبدل الاحتفاظ بالتفاصيل والجزيئات الموجودة في الطبيعة، فإننا نبسطها لتكون وحدة أو مجموعة (مثلا: تبسيط الصخارة والتطبق في الرسم المورفوبنيوي)
v            الانسجام Harmonisation: هو عملية يقصد منها الحفاظ على العلاقات في المجال بين مختلف الأشكال الممثلة. صحيح أننا نفكر دائما في الأهم والمهم والثانوي أثناء وضع الخريطة، ولكن يجب أن نراعي الانسجام بين كل المظاهر والأشكال. حيث ننظمها تنظيما خاصا من الأهم إلى المهم ومن الكبير إلى الصغير مع اللجوء إلى تعديل كرطغرافي إذا دعت الضرورة إلى ذلك، لإبراز العلاقات بطريقة منسجمة.
= أنواع التعميـم: التعميم الكرطوغرافي نوعان: تعميم تصوري وتعميم بنيوي.
ü  التعميم التصوري Généralisation conceptuelle: هو عندما يتم تصغير المقياس بطريقة يصعب التمييز بين الأشكال. في المرحلة الأولى يتم دمج مجموعة من المظاهر داخل إطار. وإذا تم تصغير المقياس من جديد، يسمح لنا التعميم التصوري بتمثيل المظاهر بواسطة رموز ليس لها أي شبه مع المظهر المدروس.
ü       التعميم البنيوي Généralisation structurelle: ويعني الاحتفاظ ببنية الأشكال الحقيقية مهما تم تصغير المقياس. إذ يمنك حذف الأشياء الصغيرة والاحتفاظ بالأشياء الكبيرة أو جمع عدة عناصر لتكون وحدة. لكن يجب المحافظة على كل حال على بينية الصورة كما هي في الواقع.